وَكَمَجْهُولِينَ مَعَ أَنَّنَا مَعْرُوفُونَ! وَكَمَوْتَى مَعَ أَنَّنَا أَحْيَاءٌ! وَكَمُعَاقَبِينَ مَعَ أَنَّنَا غَيْرُ مَائِتِينَ!
كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا، كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ،
كمَجهولينَ ونَحنُ مَعروفونَ، كمائتينَ وها نَحنُ نَحيا، كمؤَدَّبينَ ونَحنُ غَيرُ مَقتولينَ،
كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ، كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا، كَمُعَاقَبِينَ وَلا نُقْتَلُ،
لكنَّهُم لا يَعرِفونَ مَقامَنا، رَغمَ أنّنا مَعروفونَ عِندَ اللهِ، ويُقالُ إنّنا قَريبًا سنَموتُ، مَعَ أنّنا أحياءٌ في ظِلِّ أمانِ اللهِ! تُطارِدُنا السُّلطاتُ وتُعاقِبُنا، فلا نَلينُ ولا نَموتُ!
فَحَدَثَ جِدَالٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْفَلَاسِفَةِ الْأَبِيقُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ”مَاذَا يُرِيدُ هَذَا الثَّرْثَارُ أَنْ يَقُولَ؟“ وَقَالَ الْبَعْضُ الْآخَرُ: ”يَبْدُو أَنَّهُ يُنَادِي بِآلِهَةٍ غَرِيبَةٍ.“ قَالُوا هَذَا لِأَنَّ بُولُسَ كَانَ يُبَشِّرُ بِعِيسَى وَالْقِيَامَةِ.
وَأَنْتُمْ تَرَوْنَ وَتَسْمَعُونَ كَيْفَ أَنَّ هَذَا الشَّخْصَ بُولُسَ أَغْوَى عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ النَّاسِ، هُنَا فِي أَفَاسُسَ وَفِي كُلِّ وِلَايَةِ آسْيَا تَقْرِيبًا. وَهُوَ يَقُولُ إِنَّ الْآلِهَةَ الَّتِي يَصْنَعُهَا النَّاسُ لَيْسَتْ آلِهَةً أَبَدًا.
إِنَّمَا قَامَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ جِدَالٌ عَنْ دِينِهِمْ وَعَنْ شَخْصٍ مَاتَ اسْمُهُ عِيسَى وَبُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ.
لَكِنْ لَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ وَاضِحٌ أَكْتُبُهُ عَنْ مَوْضُوعِهِ إِلَى مَوْلَانَا. لِذَلِكَ أَحْضَرْتُهُ أَمَامَكُمْ جَمِيعًا، وَخَاصَّةً أَمَامَكَ أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ، حَتَّى إِذَا نَظَرْنَا فِي قَضِيَّتِهِ، أَجِدُ مَا أَكْتُبُهُ.
وَبِقُوَّةِ آيَاتٍ وَمُعْجِزَاتٍ، بِقُوَّةِ الرُّوحِ. فَقَدْ أَعْلَنْتُ بُشْرَى الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ مِنَ الْقُدْسِ إِلَى أَلْبَانْيَا.
بَلْ كَمَا يَقُولُ الْكِتَابُ: ”نَحْنُ فِي سَبِيلِكَ نُوَاجِهُ الْمَوْتَ طُولَ الْيَوْمِ، وَنُحْسَبُ كَغَنَمٍ لِلذَّبْحِ.“
لَكِنَّ اللهَ يُعَاقِبُنَا لِكَيْ نَتَأَدَّبَ فَلَا يَحِلَّ عَلَيْنَا غَضَبُهُ الَّذِي يَحِلُّ عَلَى الْعَالَمِ.
فَأَنَا أُوَاجِهُ الْمَوْتَ كُلَّ يَوْمٍ! أَقُولُ لَكُمْ هَذَا يَا إِخْوَتِي، لِأَنِّي أَفْتَخِرُ بِكُمْ كَمُؤْمِنِينَ بِالْمَسِيحِ عِيسَى مَوْلَانَا.
يَبْدُو أَنَّ اللهَ عَرَضَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، فِي آخِرِ الْمَوْكِبِ كَأَنَّهُ مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالْإِعْدَامِ. نَحْنُ صِرْنَا مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ، لِلْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ مَعًا.
حَتَّى إِنْ كُنْتُ غَيْرَ فَصِيحٍ فِي الْكَلَامِ، لَكِنِّي غَيْرُ نَاقِصٍ فِي الْمَعْرِفَةِ. وَنَحْنُ أَوْضَحْنَا هَذَا لَكُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِكُلِّ طَرِيقَةٍ.
بَلْ نَرْفُضُ كُلَّ مَا يُعْمَلُ فِي الْخَفَاءِ، وَكُلَّ مَا يَجْلِبُ الْعَارَ. وَلَا نَسْتَعْمِلُ الْخِدَاعَ، وَلَا نُحَرِّفُ كَلَامَ اللهِ. بَلْ نُعْلِنُ الْحَقَّ بِوُضُوحٍ فَيَمْدَحُنَا النَّاسُ فِي قُلُوبِهِمْ أَمَامَ اللهِ.
نَحْنُ نَعْرِفُ مَخَافَةَ الْمَسِيحِ، لِذَلِكَ نُحَاوِلُ أَنْ نُقْنِعَ الْآخَرِينَ. إِنَّ اللهَ يَعْرِفُنَا عَلَى حَقِيقَتِنَا، وَأَرْجُو أَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْرِفُونَا فِي قُلُوبِكُمْ عَلَى حَقِيقَتِنَا.