فَهَلْ هَذَا يَعْنِي أَنَّنَا بَدَأْنَا نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا مِنْ جَدِيدٍ؟ أَوْ أَنَّنَا مِثْلُ بَعْضِ النَّاسِ، نَحْتَاجُ إِلَى خِطَابَاتِ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُمْ أَوْ مِنْكُمْ؟
أَفَنَبْتَدِئُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا؟ أَمْ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ كَقَوْمٍ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ إِلَيْكُمْ، أَوْ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ مِنْكُمْ؟
أفَنَبتَدِئُ نَمدَحُ أنفُسَنا؟ أم لَعَلَّنا نَحتاجُ كقَوْمٍ رَسائلَ توصيَةٍ إلَيكُمْ، أو رَسائلَ توصيَةٍ مِنكُم؟
تُرَى، هَلْ نَبْتَدِئُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا مِنْ جَدِيدٍ؟ أَمْ تُرَانَا نَحْتَاجُ كَبَعْضِهِمْ إِلَى رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ نَحْمِلُهَا إِلَيْكُمْ أَوْ مِنْكُمْ؟
تُرى هل تَتَّهمونَنا مَرّةً أُخرى أنّنا نَفتَخِرُ بأخلاقِنا وأنفُسِنا؟ أم نَحنُ كغَيرِنا مِن النّاسِ، نَحتاجُ مِنكُم أو مِن غَيرِكُم إلى خِطابِ تَوصِيَةٍ؟
ثُمَّ قَرَّرَ أَبُلُّوسُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى جَنُوبِ الْيُونَانِ، فَشَجَّعَهُ الْإِخْوَةُ وَكَتَبُوا إِلَى الْمُؤْمِنِينَ هُنَاكَ لِكَيْ يُرَحِّبُوا بِهِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى هُنَاكَ، كَانَ بِفَضْلِ نِعْمَةِ اللهِ عَوْنًا كَبِيرًا لِلَّذِينَ آمَنُوا.
أُوصِيكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي خَادِمَةِ جَمَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ الَّتِي فِي كَنْكِرْيَةَ.
أَنَا أَيْضًا أَعْمَلُ هَذَا، أُحَاوِلُ أَنْ أُرْضِيَ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَا أَعْمَلُ، وَلَا أَهْتَمُّ بِمَا فِيهِ فَائِدَتِي أَنَا، بَلْ بِمَا فِيهِ فَائِدَةُ الْجَمِيعِ لِكَيْ يَنْجُوا.
فَعِنْدَمَا أَحْضُرُ، أَبْعَثُ هَدِيَّتَكُمْ إِلَى الْقُدْسِ مَعَ أَشْخَاصٍ تَخْتَارُونَهُمْ أَنْتُمْ، وَأُعْطِيهِمْ رَسَائِلَ تَوْصِيَةٍ مِنِّي.
وَبِفَضْلِ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيَّ، أَنَا وَضَعْتُ الْأَسَاسَ مِثْلَ مُهَنْدِسٍ خَبِيرٍ، وَآخَرُ يَبْنِي عَلَى هَذَا الْأَسَاسِ. فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أَنْ يَنْتَبِهَ كَيْفَ يَبْنِي.
فَقَدْ يَكُونُ لَكُمْ 10 آلَافِ مُرْشِدٍ فِي طَرِيقِ الْمَسِيحِ، لَكِنْ لَيْسَ لَكُمْ آبَاءٌ كَثِيرُونَ! أَنَا أَنْجَبْتُكُمْ إِلَى الْإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ عِيسَى لِأَنِّي أَنَا بَشَّرْتُكُمْ بِالْإِنْجِيلِ.
نَحْنُ لَا نَتَجَرَّأُ أَنْ نُسَاوِيَ ونُقَارِنَ أَنْفُسَنَا بِالَّذِينَ يَمْدَحُونَ أَنْفُسَهُمْ. إِنَّهُمْ أَغْبِيَاءُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقِيسُونَ وَيُقَارِنُونَ أَنْفُسَهُمْ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ.
فَلَيْسَ مَنْ يَمْدَحُ نَفْسَهُ يَكُونُ مَقْبُولًا، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الْمَوْلَى.
أَنَا لَا أَخْجَلُ إِنْ كُنْتُ أَفْتَخِرُ بِسُلْطَتِي أَكْثَرَ مِنَ اللَّازِمِ، لِأَنَّ الْمَسِيحَ أَعْطَاهَا لِي لِأَبْنِيَكُمْ لَا لِأَهْدِمَكُمْ.
أَنَا تَصَرَّفْتُ كَغَبِيٍّ. أَنْتُمْ أَجْبَرْتُمُونِي عَلَى هَذَا، كَانَ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَمْدَحُونِي، لِأَنِّي لَسْتُ أَقَلَّ شَأْنًا مِنْ هَؤُلَاءِ ”الرُّسُلِ الْعُظَمَاءِ“ حَتَّى وَإِنْ كُنْتُ لَا أُسَاوِي شَيْئًا.
رُبَّمَا تَظُنُّونَ أَنَّنَا طُولَ هَذَا الْوَقْتِ وَنَحْنُ نُدَافِعُ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَكُمْ. لَا، بَلْ إِنَّنَا نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ كَمُؤْمِنِينَ بِالْمَسِيحِ، وَكُلُّ قَصْدِنَا أَيُّهَا الْأَحِبَّاءُ هُوَ أَنْ نَبْنِيَكُمْ رُوحِيًّا.
نَحْنُ لَا نُتَاجِرُ بِكَلَامِ اللهِ مِنْ أَجْلِ رِبْحٍ كَمَا يَفْعَلُ الْكَثِيرُونَ، بَلْ كَمُؤْمِنِينَ بِالْمَسِيحِ نَتَكَلَّمُ بِإِخْلَاصٍ أَمَامَ اللهِ الَّذِي أَرْسَلَنَا.
نَحْنُ لَا نَعُودُ نَمْدَحُ أَنْفُسَنَا لَكُمْ، بَلْ نُعْطِيكُمْ فُرْصَةً لِتَفْتَخِرُوا بِنَا، لِكَيْ يُمْكِنَكُمْ أَنْ تُجَاوِبُوا عَلَى الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِالْمَظَاهِرِ الْخَارِجِيَّةِ، لَا بِمَا فِي الْقَلْبِ.