أرَأيتُ هالِكا مِنَ العُري أو بائسا لا كِسوَةَ لَه
إِنْ كُنْتُ رَأَيْتُ هَالِكًا لِعَدَمِ ٱللِّبْسِ أَوْ فَقِيرًا بِلَا كِسْوَةٍ،
إنْ كُنتُ رأيتُ هالِكًا لعَدَمِ اللِّبسِ أو فقيرًا بلا كِسوَةٍ،
إِنْ كُنْتُ قَدْ رَأَيْتُ أَحَداً مُشْرِفاً عَلَى الْهَلاكِ مِنَ الْعُرْيِ، أَوْ مِسْكِيناً مِنْ غَيْرِ كِسَاءٍ،
لَمَّا كُنْتُ أَرَى ذَلِيلًا عَارِيًا أَوْ مِسْكِينًا بِلَا رِدَاءٍ،
فقامَ الرِّجالُ الأربَعةُ الّذينَ ذَكرْنا أسماءَهُم وأخَذوا المَسبـيِّينَ وألْبَسوا مِنَ الغَنائِمِ جميعَ العُراةِ بـينَهُم، ألبَسوهم ثيابا وأحذيَةً وناوَلوهُم طَعاما وشرابا، وضَمَّدوا جِراحَهُم وحمَلوا الضُّعَفاءَ مِنهُم على حميرٍ وجاؤوا بِهِم إلى أريحا، مدينةِ النَّخْلِ وسَلَّموهُم إلى بَني قَومِهِم ورَجَعوا إلى السَّامِرةِ.
إرتَهَنتَ مِنْ أخيكَ بغيرِ حَقٍّ وسلَبتَ العُراةَ ثيابَهُم؟
يُزيحونَ الفُقراءَ عَنِ الطَّريقِ، ومِنهُم يَختبِـئُ مَساكينُ الأرضِ.
تحِلُّ عليَّ بركةُ البائسينَ وتَطرَبُ لي قُلوبُ الأرامِلِ.
أمَا مِنْ صِباهُ رَبَّيتُهُ كأبٍ، ومِنْ بطنِ أمِّهِ هَدَيتُهُ.
ولم يُبارِكْني بكلِّ قلبِهِ حينَما تَدفّأ بصوفِ غنَمي؟
أنْ تفرِشَ للجائِـعِ خبزَكَ وتُدخِلَ المِسكينَ الطَّريدَ بـيتَكَ، أنْ ترى العُريانَ فتَكسوَهُ ولا تـتهرَّبَ مِنْ مُساعَدةِ قريـبِكَ.
وعُريانًا فكَسَوْتُموني، ومَريضًا فَزُرتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إليّ.
وكُنتُ غَريبًا فما آوَيْتموني، وعُريانًا فما كَسَوْتُموني، ومريضًا وسَجينًا فما زُرْتُموني.
أجابَهُم: «مَنْ كانَ لَهُ ثَوبانِ، فلْيُعطِ مَنْ لا ثوبَ لَه. ومَنْ عِندَهُ طعامٌ، فلْيُشارِكْ فيهِ الآخرينَ».
فقامَ بُطرُسُ مُسرِعًا ورَجَعَ مَعهُما إلى يافا. فلمّا وصَلَ صَعِدوا بِه إلى الغُرفَةِ العُليا، فاَستَقبَلَتْهُ الأرامِلُ باكياتٍ يُرينَهُ القُمصانَ والثّيابَ التي خاطَتها دُوركاسُ عِندَما كانَت مَعَهُنّ على قَيدِ الحياةِ.
فماذا يَنفَعُ قَولُكُم لهُما: «اَذهَبا بِسَلامٍ! اَستَدفِئا واَشبَعا»، إذا كُنتُم لا تُعطونَهُما شيئًا مِمّا يَحتاجُ إلَيهِ الجَسَدُ؟
يا أبنائي، لا تكُنْ مَحَبّتُنا بِالكلامِ أو بِاللسانِ بَلْ بِالعَمَلِ والحَق.