البلايا السّبع الأخيرة1 ثُمَّ رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ آيَةً أُخْرَى، عَظِيمَةً عَجِيبَةَ القِوَى: سَبْعَةُ مَلائِكَةٍ مَعَهُمُ البَلايَا السَّبْعُ الأَخِيرَةُ الَّتِي بِهَا يُنهِي اللهُ غَضَبَهُ عَلَى أُولَئكَ الفاسِدينَ. 2 وَرَأَيْتُ شَيئًا كَبَحْرٍ مِنْ زُجَاجٍ مَخْلُوطٍ بالأَتُونِ، وَقَدْ وَقَفَ بِجَانِبِهِ عِبَادُ اللهِ الفائِزُونَ، الَّذِينَ كانُوا لِلسُّجُودِ إِلَى وَحشِ البَحرِ وَتِمثالِهِ رافِضِينَ، وَلِحَمْلِ رَقْمِ اسْمِهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ رَادِّينَ، وَكانُوا لِلقِيثَارَاتِ عازِفينَ، وَللهِ مُسَبِّحِينَ، 3 وَكانُوا يُنْشِدُونَ أُنْشُودَةَ النَّصْرِ المُبِينِ، كَأُنْشُودَةِ النَّبِيِّ مُوسَى حِينَ نَجَّاهُ اللهُ مِنْ جَيْشِ الظَّالِمِينَ، وَكانَ نَشِيدُهُمْ عَنْ سَيِّدِنا عِيسَى الذِّبحِ العَظيمِ. وَكانُوا يُرَدِّدُونَ: "ما أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ وَمَا أرْوَعَهَا يَا رَبَّ العالَمِينَ! عادِلٌ ما تَفعَلُهُ وَحَقٌّ يَا خالِقَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ! 4 يَا رَبُّ، مَن لا يَكونُ لَكَ مِن الخاشِعِينَ، وَمَن الّذِي يَتَوانَى عَن رَفعِ ذِكْرَكَ مَعَ الحامِدِينَ! فَأَنْتَ وَحْدَكَ القُدُّوسُ. كُلُّ الأُمَمِ سَيُقْبِلُونَ وَيَكُونُونَ مِنَ السَّاجِدِينَ، فَقَدْ أَظهَرتَ لِلعَالَمِينَ، كَيْفَ أَنَّكَ وَفِيٌّ لِوُعُودِكَ أَمِينٌ". 5 ثُمَّ رَأَيْتُ المِحْرَابَ فِي بَيْتِ اللهِ قَدِ انْفَتَحَ فِي السَّمَاءِ. 6 وَخَرَجَ مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ السَّبْعَةُ الْمُكَلَّفُونَ بِإنزالِ الْبَلاَيَا السَّبْعِ الأَخِيرَةِ عَلَى هَؤُلاءِ الآثِمينَ، وَكانُوا بِثِيابٍ مِنْ كَتَّانٍ ناصِعٍ بَرَّاقٍ مُتَسَرْبِلِينَ، وَيَشُدُّونَ صُدُورَهُمْ بِأَحْزِمَةٍ مِنْ ذَهَبٍ دَلِيلاً عَلَى سُلْطَانِهِم العَظِيمِ. 7 وَأَعْطَى أَحَدُ المَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الأَرْبَعَةِ هَؤُلاءِ الْمَلائِكَةَ السَّبْعَةَ سَبْعَ كُؤُوسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلئَتْ بِغَضَبِ اللهِ العَظِيمِ، الْحَيِّ القَيُّومِ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. 8 فَامْتَلأَ المِحْرَابُ دُخَانًا مِنْ بَهَاءِ اللهِ وَعِزَّتِهِ، وَكانَ كُلُّ النَّاسِ عاجِزِينَ، عَنْ أَنْ يَدْخُلُوا المِحْرَابَ، حَتَّى يَنْتَهِيَ الْمَلاَئِكَةُ السَّبْعَةُ مِنْ إِنْزَالِ الْبَلاَيَا السَّبْعِ عَلَى العالَمِينَ. |
© 2021, Al Kalima